[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]جعفر الأكحلالنسيج التقليدي الخنيسيمكوناته – مراحله- أنواعهملحمة بيبليوغرافية لنساج خنيسخنيس مارس 2007مقدمة:الصوف مادة هامة وحيوية وأساسية في حياة الإنسان، وقد احتاج الإنسان الأول منذ عصور ما قبل التاريخ أولا إلى ما يأكله لكي يبقى بقيد الحياة ثمّ تطور شيئا فشيئا في كساء جسمه ووقايته من الحر و برودة الطقس والتلاؤم مع الطبيعة وفصولها .وأقدم مادة صنع منها الإنسان ما يكسو جسمه هي الصوف ثم تطور ذلك فعرف ماد أخرى مثل القطن والحرير والكتان وغيرها . والصوف هو المادة الأولى والأساسية التي عرفها "الخنيسي" والساحل عموما وكذلك باقي أنحاء البلاد التونسية وإفريقية.
الصوف ومصدره :إن المصدر الأساسي و الوحيد للصوف هو الغنم ( النعجة والكبش والخروف) وتشكل تربية الأغنام أهمية بالغة في توفير مادة الصوف .واعتنى سكان خنيس منذ القديم بتربية الأغنام وخاصة العائلات الفلاحية مثل عائلات الصكلي و بوغمرة وبالأعور (بالعيوني حاليا) وعقير و طاوس و يوسف و بوسعيد و عياد وغيرها.
ولأنّ خنيس هي قرية النسيج والنساجين فإن كمية الصوف لا تفي بالحاجة حيث أن طاقة الإنتاج تحتاج إلى توفير كميات أكبر بكثير من المنتوج المحلي من الأصواف.وقد دعت الحاجة إلى بروز فئة تجارية جديدة تكون وسيطة بين صانعي "القطعة " من خيوط الصوف(طعمة) وبين النساج فكان تعاطي تجارة جلود الأغنام .وبمرور الأيام تعدد محترفوا هذه المهنة وأصبحوا يمثلون قوة اقتصادية هامة وأصبحت في مراحل مختلفة الفئة الميسورة بالنطقة مع أصحاب المقاطع الحجرية. وبفضل كميات "البطاين" المتداولة والتي يقع توريدها من القرى المجاورة وحتى البعيدة ثم ضمان المواد الضرورية للنسيج أي الصوف على مدى الأيام والسنين وخاصة في فترات انتعاش صناعة النسيج الصوفي.
أبرز المنتوجات الصوفية:في خنيس تحديدا وفي مختلف القرى والمدن المجاورة يصنع من الصوف البرنس والكدرون والجبة والحرام وحرام الصابون والقشابية والبطانية والفرشية والمنديل والوزرة التي انتهى استعمالها في العقود الأخيرة .و إلى سنين خلت كان معظم جهاز العروس يتكون من الصوف وإلى اليوم لابدّ من وجود البطاطن والمناشف في صدارة موكب جهاز العروس.
مراحل إنتاج الصوف:تمرّ مرحلة إنتاج الصوف بمراحل عديدة وتبدأ بـ:
1- الجزّ :وتتمثل في قصّ أو قطع الصوف من الخروف أو الشاة وعندما ينمو بشكل مكثف ويتطلب تخفيفه ويكون ذذلك في فصل الربيع عادة.وإذا ما اضطرّ المربّي قصّ صوف الغنم في فصل الشتاء فعليه حفاظا عليها من شدة البرد وحتى لا تصاب بالزكام فإنه يضع عليها غطاء صوفيا بدل الصوف الذي كان يحميها.
2- غسيل الصوف :بعد ذلك مباشرة يتمّ غسل كمية الصوف بالماء والأفضل أن يكون ماء البحر وما زلنا نذكر ونحن صغارا وشبان تلك الأحواض الرخامية في أشكال مستديرة على شاطئ البحر في "شاطئ الحدّاد" والمنتشرة شرق وقبلة "بيت شليمو".وهناك توضع كمية الصوف التي يراد تنظيفها بشكل جيد و إزالة ما علق بها من تراب وأوساخ ويوضع ماء البحر مع التربة الصلصالية وتبدأ المرأة في عرك الصوف برجليها لمدة ساعة وأكثر .وبعد أن تتداخل التربة بالصوف .وبعد ظهور غشاء أبيض تتركه يقطر من مائه .وعندما يخف وزنه تضعه كتلا صغيرة على حجارة كبيرة أو زرب وبعد ذلك تتولى غسل هذه الكتل وسط ماء البحر بشكل نهائي فيصبح الصوف نظيفا كليا .وبعد ذلك تقوم بنشره في مكان نظيف ليجف تحت أشعة الشمس....
وإثر هذه العملية الهامة والتي تتطلب جهودا كبيرة تعود بالصوف إلى البيت ، وعادة ما يلحق بها الزوج والأبناء"بكريطة" إن كانت الكمية كبيرة أو برويطة .وفي السنوات الأخيرة تأتي الشاحنات المتوسطة الحجم لرفع كميات الصوف الكبيرة .وعندما تكون النساء أجيرات تعملن لحساب صناعي متخصص في إنتاج الصوف .وقد تطور عملهم وكثر عددهم في السنوات الأخيرة وأصبحوا قوّة اقتصادية بالمدينة كما أسلفنا سابقا.
3- رسم الحاجيات والتسويق:بعد تجميع الصوف ، وبعد تجفيفه ثم جمعه حسب الألوان (الأبيض والأحمر والأسود)وتضع كل لن على حدة .تدرس المرأة حاجيات الأسرة من الصوف ، فالزوج قد بلي برنسه ولابد من تجديده والأفضل أن يكون أبيضا ليلبسه في صلاة الجمعة وفي الأعياد وعند وفاة قريب ولا بد من إضافة بطانية أو أكثر لتجهيز الابنة الصغرى التي بدأت تكبر ولابد لها أيضا من عدد المناشف .وهكذا كل عام حتى يكتمل الجهاز.ومن الصوف الأسود تصنع لزوجها "كدرونا" أسود وبقية الصوف تبيعه ىطعمة في السوق المحلية "سوق الطعمة".
4- الصوف ومرحلة القردشة :تستعد المرأة بعد ذلك لمرحلة إعداد الطعمة وتجهيزها للنساج ليصنع منها البرنس والقشابية والكدرون وغيرها.وعادة ما تساعد البنت أمها في ذلك بعد أن تتعلم من أمها لتصبح شريكة في عمل الإنتاج ولكن مع بداية الاستقلال وانتشار التعليم وتعميمه على البنات تقلصت اليد العامة النسائية وبقيت عند حدود كبار السن.
> القرداش:آلة يدوية تتكون من فردتين مربعتين الشكل (ضلعها حوالي 20 صم) وتشد في في منتصف أضلاعها شدا محكما بقضيب خشبي اسطواني الشكل يبلغ طوله حوالي 20 صم ومنه تمسك المرأة " فردة القرداش" التي تزرع بطريقة فنية في مساحتها المربعة مسامير رقيقة لا تتجاوز الصنتمتر الواحد في الطول وتكون عمودية على مساحة المربع.
وأما القردشة فتكون بوضع المرأة إحدى فردتي القرداش على ركبتها اليسرى بعد أن تكون قد جلست على أرضية يابسة وهي مضمومة الرجلين تضع عليها بعض الصوف وتمسكها باليد اليسرى وتمسك الفردة الثانية باليد اليمنى التي تمررها عدة مرات يبن الفردتين .بعدها تبدأ المرأة في لم الصوف بيسر و توؤدة في شكل اسطواني .ولما تنتهي من لم الصوف العالق بفردتي القرداش تعيد العملية من جديد إلى أن تنتهي من عملية قردشة الصوف الذي أصبح معدا لصناعة الطعمة.
- 5- عملية غزل الصوف :بعد عملية القردشة تأتي مرحلة الغزل وتكون وتون بواسطة المغزل ، ثم تدير عصاه وقد ثبتت في طرفها قطعة من الخشب دائرية وتسمى ثقالة على رجلها اليسرى .وتمسك بقطعة الصوف المعدة لإعداد الطعمة باليد اليمنى ، ثم تبتعد بها شيئا فشيئا عن المغزل وهو في حالة دوران فإذا تكون الخيط الغليظ من هذه القطعة لفته الغزّالة على مقونة المغزل ثم أخذت قطعة صوف أخرى ووصلتها بالقطعة الأولى التي أصبحت خيطا وهكذا تتواصل عملية الغزل.
- 6 - غزل القيام:وبما أن العبانة أو أية قطعة سيقع نسجها بالطعمة ، فلا بد لها من كمية "القيام" وهي خصلة أو أكثر من الطعمة الرفيعة والرقيقة وتتطلب جهدا أكبر واختصاص إنتاجها وإعدادها لا يتم إلا بخنيس ، وقد اشتهرت نساء بنان بذلك منذ القديم وكذلك نساء قصر هلال و طوزة و لمطة .ويوجد تبادل وتعاون بين خنيس وهذه المناطق للحصول على كميات من "القيام " وهو سداة المنسج على مر السنين وحتى اليوم. وفي سوق الطعمة بخنيس يأتي في أحيان كثيرة من يبيع "القيام" على عين المكان للنساجين بخنيس.
- 7- النول العربي:تصل القطعة من الطعمة إلى الدكان حيث المنسج أو أكثر ، ويكون النساج جاهز للعمل : إنتاج البطانية أو غيرها حسب رغبة الحريف ويسمى "فلاح" وهو الذي يحدّد النوعيّة والتفاصيل الجزئيّة للقطعة مثل الزينة و لون اللاّنة الذي يفضله .ويمكن أن يكون النساج يعمل لحسابه الخاصّ حيث يتولى بنفسه تسويق بضاعته في سوق قصر هلال أو في سوق الربع بسوسة أو سوق اللّفة بتونس حيث تباع منتوجات خنيس خاصة البطانية والفراشية والبرنس والقشابية .ومن أبرز تجار الستينات في هذه البضاعة ممّن عرفناهم ونحن ندرس بالعاصمة حيث يأتون لتونس لسوق اللّفة بتونس مثل المرحوم البشير الصكلي وعبد اللطيف المجاهد "البرجيني" ومحمد الصكي وسالم سلاّم الذي خلف والده "امحمّد سلام".وكنا ننتظر هؤلاء فنلتقيهم في أيام الأحد ونتعرف على أخبار البلدة ونتسلم ما نبعث به إلينا أسرنا من ملبس ومأكل أو توصيات.
- 8- "المكبة "و "الردّانة" و"الجعاب" :
قبل عملية النسيج و إنتاج القطعة يتمّ إفراغ قطعة الطعمة والمتكونة من مجموعات دائرية تسمى الواحدة منها "خصلة" وتوضع الخصلة الواحدة بعد الأخرى وحسب حاجة النساج في آلة هرميّة تسمّى "القعّاد" وهو بمثابة قضيب قضيب من الحديد مثبت في قاعدة من الاسمنت تكون أبعادها تقريبا 50 صم على 50 صم. أمّا الردّانة فهي بمثابة عجلة مشدود بخيط إلىالمردن وهو قضيب حديد يكون طوله 30صم متوسط بقطعة من الخشب يدور عليها الخيط المشدود للعجلة .وتوضع فيه الجعبة والتي هي قطعة صغيرة من القصب يكون طولها 15 صم .وتكون عملية التدوير أي ملأ الجعاب بالطريقة التالية:
يجلس النسّاج على قطعة من الجلد ويأخذ ذيل الخصلة المجودة على المكبة ويدير عجلة الردانة وبذلك تدور المكبة على القعّاد فتمتلئ الجعبة بشكل تكون مواتي لمكانها في النزق عند إنجاز عملية النسيج ثمّ يعيد الكرة مرار الى أن تمتلئ كلّ الجعاب .وعندما يملأ النساج أو معينه (مساعده) الابن أو الصّانع صندوقا من الجعاب المليئة بالطعمة ، يتوكل على الله وينزل إلى النول بعد أن يخلع كدرونه ويلتحف حزاما من القماش يسمّى "حزّامية" للوقاية من الأوساخ والمتمثلة في غبار الأصواف عند النسج .
- 9- مكونات النول :النول مكوناته عجيبة وتسمياته أعجب ،فهو جميعه من قطع مصنوعة من الخشب مجموعة من الألواح المتناسقة والمتكاملة في الأدوار ...كلّ قطعة تؤدّي بدورها إلى قطعة أخرى .مجموعة من الأدوار والمهمات تقوم بها كلّ قطعة ، وتؤدّي بها إلى أخرى .والنسّاج في كلّ ذلك هو الحكم والمتصرّف في جميع هذه الحركات يؤديها بانتباه وبكلّ إحكام حتى تكون عملية النسج سليمة وتكون القطعة بالتالي رفيعة ومتينة ، فتباع بسعر مقبول يضمن له الربح وكسب القوت المناسبين لأسرته من ناحية ويرضي في ذات الحين حريفه إذا كان يعمل لفائدة حريف يسمّى "الفلاح".
ويقوم النول على أربع قوائم أساسية ، وهو مستطيل الشكل وطوله 3.25م وعرضه 2.30م .ويمكن أن يكون أصغر مساحة ، ويختلف بحسب الحاجة وبحسب البضاعة المراد انتاجها ، فأنوال الخلالة والمناشف وحتى البرانس يمكن أن تكون صغيرة وهي أيسر على النساج وتقللل من حركته.
ويربط بين القائمتين الخلفيتين قطعة طويلة بنفس طول النول مستديرة الشكل وتسمى "الفحل" يدار بقطعة من الخشب " المفلّق" من خلال ثقب تكون في أطراف الفحل عندما تتقدم عملية النسج فتطوى عليه الكمية المنسوجة حتى نهاية القطعة ( بطانية ، كدرون أو فراشيّة).أمّا القائمتان الأماميتان فتربط بينهما قطعة أخرى من الخشب بطول النول مستديرة الشكل وتسمى "المطوة" وعليها تلف كمية من القيام التي تمثل سداة القطعة المزمعة نسجها ومن بين صفوفها التي تدار وتسوى بواسطة شبكة من الخيط وتسمى " النير" الذي يحيل الخيوط المتناسقة بواسطة قطعة أخرى تسمى " شفرة" وتربط بإطارين من الخشب مشدودتين بإحكام شديد .وهذا الجهاز يتولى من جهة عبر الشفرة تمرير الخيط وضمان تناسقه . وبواسطة الشفرة والإطارين و يسمى "الدف" فيقع تحصين وتثبيت خيط الطعمة بعد إرساله من طرف النساج من اليمين إلى اليسار في إطار عملية النسج.
ويقع إخراج خيط الطعمة من اللّفافة المدارة بإحكام في "جعبة" وهي قصبة صغيرة طولها
10 صم. وتوضع في قطعة من الخشب الرفيع عادة ملساء ، توضع بها الجعبة بواسطة سلك حديدي صغير أطول بقليل من الجعبة ويسمى "نطيق" وعندما تفرغ الجعبة من كميّة الطعمة المدارة عليها يخرج النساج الجعبة الفارغة ليضع بدلها جعبة أخرى وهكذا إلى أن يعيد تعبئة الجعاب مرّة أخرى بعد نفاذ الكمية المدّة للنسج . ويقع تعمير الجعاب بواسطة آلة أخرى تسمّى الردّانة التي سنتاول استعمالها بشرح خاصّ.
ومن أجزاء النول الأخرى التي يحتاجها النساج ويتعامل معها برجله حيث توجد أسفل النول وهي "القرص" وهما قطعتان خشبيتان مشدودتان إلى الأرض ومربوطان بالشبكة الخيطية " النير" وبهما يفتح النير لتمرير الخيط الصوف من الجعبة بين الصفوف ، ثمّ يقومها بضربها بـ" الدفّ" لاحكام تماسك الخيط الصوفي " الطعمة" مع " القيام" حيث تتمّ هكذا عملية النسج.
ولابدّ هنا من الإشارة إلى أنّ النير والدف مشدودان بأخشاب ممدودة على طول القوائم الأساسية ( إطار النول) ويحركها النساج لتقريب صف القيام من المطوة بعد إنجاز نصيب من القطعة التي يطويها على المطوة ويسمى "الديامن" وبهم مشدودة قطع خشبية تسمّى "العراوس" وبها خشبات دائريّة تسمّى جرّارات ، بها تفتح صفوف القيام، هكذا تتواصل عملية النسج إلى أن ينتهي من القطعة فيفرغها من الفحل بعد تنويرها بقطع صغيرة من الطعمة في شكل زهرات تربط في آخر القطعة .
وبعد الانتهاء من نسجها يقوم بتلوين آخر القطعة ببعض خيوط الزينة من نوع خيط اللاّنة ، وهكذا تبدو القطعة جميلة ومقبولة (عملية تنوير القطعة المنسوجة).
- 10- الناعورة:هنالك مرحلة مهمة ورئيسية لا بدّ من منها تسبق عملية نسج القطعة بواسطة النول ، وهذه المرحلة تمكّن من وضع كمّية القيام بالمطوة وهي تصلح لأكثر من قطعة في طويّة واحدة بواسطة الناعورة ، فتوجد بالمنطقة أكثر من ناعورة منذ أن وجد النول فيقوم النساج بعد إعداد الطعمة اللاّزمة للقطعة أو أكثر بشراء القيام الذي يعدّ خارج خنيس ويباع في سوق الطعمة بخنيس أو خارجها .وبعد توفير كميّة القيام الضروريّة يقوم بإفراغ خصلات القيام في جعاب خشبيّة طويلة وتوضع الخصلة تلو الخصلة في آلة خشبيّة تسمّى "المكبّة" توضع على قضيب حديدي يسمّى قعّاد ينتصب على دائرة اسمنتية لتصمد أمام عمليّةالدوران عند عملية التقنيط حيث تفرغ الخصلة في الجعبة التي توضع في آخر قضيب الردّانة حيث يدير النسّاج العجلة المشدودة بخيط إلى "المدور"الذي به الجعبة ، وبهذه الصورة تمتلئ الجعبة ويحمل كمّية الجعاب إلى الناعورة.وفي الناعورةتدار تلك الرزم من القيام على آلة ضخمة .وتتمّ العملية بإحكام حيث يمكن اعتبار هذه العمليّة كحجر الأساس لانتاج القطع المراد نسجها بحيث تتمّ هذه المرحلة بحرص كبير ودراية ، كيف لا وهذه العملية تعتبر أساس العمل المراد انجازه بحيث تتشكّل أساسات عمليّة تصفيف القيام وإعداده لعملية الطواء الموالية التي تسبق النسج .وتتطلب هذه العملية خبرة ودراية حيث يلجأ عديد النساجين إلى من هم أكثر خبرة للقيام بعملية السدّاية بواسطة الناعولرة حرصا على الجودة في هذه العملية.
11- المناولة:وبعد عملية السداّية في الناعورة تقع عملية الطويان أي تصفيف القيام وذلك بواسطة "القالب" وهي عملية صعبة جدا ، ويستعين النساجين بالزملاء في الجوار حيث تتطلّب العملية حوالي 5 أشخاص اثنان لشدّ القالب الذي يتمّ به تصفيف القيام وطيّه على المطوة واثنان آخران لشدّ ذيل السداية و إفراغها شيئا فشيئا في القالب ، وبهذا الشكل والخامس يقوم بالطيّ والاشراف على العملية ويكون عادة صاحب النول.ثم تأتي عملية المناولة وتتطلّب شخصين أي النسّاج ومعاون له عادة يكون ابنه وذلك لعملية إدماج الخيوط في النير على صفين ثمّ صبّهما في الشفرة التي تتصل بالدف ومنها ينفتح صفّا القيام بواسطة القرص السفلي بواسطة الرجل ، ومنه يلقى بالخيط الصوفي ( الطعمة)بواسطة النزق ويسوي الخيط بعد ذلك بضربه بالدفّ وهكذا....
وحالما ينتهي النساج ومعاونه من عملية المناولة يربط الصفوف من القيام إلى الفحل حيث يبدأ عملية النسج بعد إتمام عملية احضار كمية الجعاب بواسطة الردانة كما أسلفنا.
11- الردانة:هي آلة هامة واستعمالها يمثل مرحلة من مراحل إنجاز عملية إنتاج القطعة أيا كان نوعها وحجمها وهي تستعمل أولا كما أسلفنا في إفراغ كمية القيام من الخصلة إلى الجعاب لانجاز عملية السدّاية بالناعورة وهذه العملية هي أولى الأعمال التي يقوم بها النساج حيث يوفر القيام ويفرغه إلى جعاب وبكرات من الخيط بواسطة الردّانة ثمّ يقوم بحمل الكمية المقنطة على الناعورة لانجاز المرحلة الثانية وهي السداية وبعد السداية يتولّى بمساعدة الأجوار والأقارب عملية الطويان وهي كما أوضحنا إفراغ القيام المسدي في النول وإعداده وتأهيله للنّسج .وقبل البدء في عمليّة النسج يعدّ خصلات الطعمة ويفرّغها في جعاب صغيرة ليتولّى نسجها وهذا يعني أنّه يعود ثانية إلى الردّانة.
والردّانة هي آلة مهمّة يتولّى بواسطتها إفراغ الطعمة من الخصلة رويدا رويدا في قطع صغيرة من القصب (الجعاب) حيث توضع الخصلة تلو الخصلة في آلة من أضلاف القصب هرميّة الشكل تشدّ من أعلاها إلى قضيب حديدي مشدود إلى قطعة اسمنتية صلبة ومستديرة .ويأخذ طرف خيط الخصلة ويربط في الجعبة المودعة في قضيب الردانة المشدودة بخيط إلى القضيب الذي به الجعبة ، وبهذه الصورة وبدوران العجلة تدور الجعبة وتمتلئ بالطعمة .وهكذا دواليك حتى انتهاء الخصلة ويأخذ خصلة أخرى إلى أن يمتلئ الصندوق ويحصل النساج على كمية كافية من "الجعاب " فيأخذ هذا الصندوق ويضعه في مكان قريب منه على يمينه ويتولّى إفراغ تلك الجعاب واحدة تلو الأخرى في عملية النسج.