قد تمرّ بك لحظات ضعف؛ فيُخيّل إليك أن قواك قد خارت، وأنه لم يَعُدْ بك قدرة علىالمجاهدة، والصبر ومواصلة العمل؛ فلا تستسلم لهذا الخاطر؛ فإن للنفوس إقبالاًوإدباراً؛ فلعل ذلك الإدبار يعقب إقبالاً
وقد تشعر أحياناً بإحباط، وقلة ثقة، وشعور بالنقص، وأنك لا تصلحلشيء من الأعمال - فلا تستسلم لهذا الشعور، واستحضر بأن الإخفاق ليس عاراً إذا بذلتجهدك بإخلاص، وتذكّر بأن المرء لا يُعدّ مخفقاً حتى يتقبل الهزيمة، ويتخلى عنالمحاولة، فحاول مرة بعد مرة، وأعدّ الكرة بعد الكرة، وستصل إلى مبتغاك -بإذن الله
وقد يعتريك شعور بالزهو والإعجاب، فتشعر بأنك نسيج وحدك، وقريع دهرك؛ فلا تحتاج إلى ناصحٍ أو مشير.
فإذا مر بك ذلك الخاطر فلا تستسلم له، ولاتركنْ إلى ما أُوتيت من ذكاء، وعلم، وانظرْ إلى ما فيك من نقص، وضعف حتى تتعادل كفتا الميزان لديك
وقد تهجم عليك الهموم، وتتوالى عليك الغموم، فيُخيّل إليك أنهاستلازمك طول عمرك، فتظنّ أن أيامك المقبلة سود لا بياض فيها؛ فلا تستسلمْ لهذاالخاطر، ولا تحسبنّ الشر لا خير بعده، أو أنه ضربة لازب لا تزول؛ فإن مع العسريسراً، إن مع العسر يسراً
وقد تتحرّى الصواب، وتحرص كل الحرص على ألاّ تخطئ في حق أحد، ثم لاتلبث أن تقع في الهفوة والهفوة؛ فلا تظننّ أن ذلك يبعدك عن الكمال، والسعي إليه،فمن الذي؟ وأي الرجال؟
وقد تقع في الذنب إثر الذنب، فيلقي الشيطان في رُوعك أن الخير منكبعيد، وأنك ممن كُتِبت عليه الشقاوة؛ فلا تستسلمْ لهذا الإلقاء الشيطاني، واستحضربأن كل ابن آدم خطّاء، وخير الخطّائين التوّابون، و إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْاإِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ،وبذلك تنقشع عنك غياهب اليأس.
منقووول