KAOUS عضو مميز
عدد الرسائل : 536 العمر : 69 تاريخ التسجيل : 21/12/2007
بطاقة الشخصية البيانات: اسم المستعمل:
| موضوع: حالة استعداد دائمة الثلاثاء 11 أغسطس 2009 - 18:35 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]sتدور علينا المناسبات في مواعيدها.. تأتي مناسبة رمضان وتمضي لتتركنا في حالة استعداد لمناسبة العيد.. وتأتي مناسبة العيد لتمضي وتتركنا في حالة استعداد أخرى لمناسبة الحج التي تتركنا بدورها في حالة استعداد لمناسبة عيد الأضحى.. الاستعداد يبدأ معنا منذ الولادة.. بل قبل الولادة.. تستعد الأم لاستقبال المولود الجديد الذي ما زال بلا اسم .. ولا قيد مواليد وبلا شهادة ميلاد.. وبلا أحلام وكذلك بلا استعداد للكلام.. ويستعد الأب بشراء احتياجات القادم الغريب الذي سيصبح بعد أن يولد أعز الأعزاء.. وأجمل الأحبة.. دون أن ندري بأن الولادة ما هي إلا حالة استعداد للموت.. وبأن القدوم ما هو إلا استعداد للرحيل.. نستعد للذهاب للمدارس ونستعد للشتاء.. ونستعد للإجازة.. ونستعد للنوم ونستعد للامتحان وللسفر والعودة وللعمل والغياب إنها حالة غريبة اسمها استعداد.. تظل معنا في كل لحظة لدرجة أننا لا نحس بها.. بل ونتعايش معها كما نتعايش مع أسمائنا.. ومع أمنياتنا.. أكاد أرى القلق في عيني العروس قبل وبعد أن تضع الحناء في كفيها استعدادا لبدء مراسم العرس.. واكاد أحس بنظرة الترقب التي تستولي على العريس وهو يستعد لتوقيع عقد الزواج.. وأكاد أرى الاثنين بعد الزواج وهما يستعدان لتربية الأولاد ويستعدان لشراء ملابس العيد ويستعدان للبدء في تحقيق الأحلام.. إنه استعداد يسلمنا إلى استعداد آخر.. وانتظار يسلمنا لانتظار آخر.. وبدء يسلمنا لبدء آخر حتى تنتهي البدايات ويفرض الغياب حضوره على الجميع في أوقات متباينة.. أكاد أرى في حالات الرحيل انتهاء للاستعداد.. وفي تقاطر الموتى على قبورهم عجز الاستعداد عن السيطرة على الموت كما هو مسيطر على الحياة.. قد يحس القارئ بأنني أختبئ في مكان تولد فيه أشواك التشاؤم.. لكن ما الفرق بين التشاؤم والتفاؤل.. الأولى حالة.. والثانية حالة ولكل حالة حضورها مهما اختلفت زوايا الرؤية.. الميلاد حالة.. والموت حالة.. وما بينهما استعداد ما بين حالة وأخرى هكذا يقول العقل بجانبه المجرد من العواطف والمشاعر التي تظل تتغير كما تتغير الخلايا.. نحن نستعد في الليل لقدوم النهار.. ونستعد في النهار لقدوم الليل.. إذن النوم هو استعداد والصحو استعداد كما تستعد اليرقة في بياتها الشتوي الطويل كي تلبس أجنحتها الملونة عندما تصحو لتكون فراشة تنتظرها الزهور في البساتين ويصورها الشعراء في كتاباتهم.. ليس هناك من فرق بين استعداد واستعداد.. لكن الفرق أن الانسان العادي يستعد ليأكل وينام ويعمل ويتزوج وينجب ويصحو ويكسب.. لكن الفلاسفة والشعراء يضيفون استعدادا آخر.. هو الاستعداد للفهم وللاجابة عن أسئلة مولودة معهم.. تؤرقهم.. وتقلقهم.. وتنادي على أرواحهم وتخيفهم في كثير من الأحيان.. لماذا يستعد الناس للقتال ليس كما يستعدون للحوار.. وللحب في صورته المطلقة؟! لماذا تستعد يا أخي لأخذ مكاني.. ولا تستعد لنتشارك في المكان الذي سيلفظنا جميعا ذات ليل ليكون لآخرين؟! يبدو أن القصائد لا تكفي لتجعل امرأة تنشر الغسيل وهي تغني أغنية جديدة وتنتظر موسم الحصاد بفرح طفولي.. الاستعداد يكاد يكون ترنيمة الوجود.. ولغة الحياة الطاغية.. رأيته في الخريف والربيع وفي بقية الموسم.. رأيته في مواقف الحافلات.. وفي مطارات الرحيل والعودة.. وفي احتفالات رأس السنة وأعياد الأديان المتنافرة.. رأيت الاستعداد في مواقيت الصلاة والوضوء.. رأيته في العرس والموسم والميتم وفي أبواب الدكاكين في كل صباح ومساء.. الناس مستعدون دائما لكل شيء.. مستعدون للزراعة والحصاد والزواج وأشياء أخرى كثيرة.. لكن استعدادا آخر يمارسه القلائل من رجال ونساء.. هم المتعبون في هذه الدنيا.. إنه الاستعداد للفهم.. أين الجاهز منا ليفهم نفسه قبل أن يفهم غيره.. الحياة مكتوبة بعمق بكل موجوداتها تحتاج منا إلى قراءة.. قراءة واعية وعميقة ومحبة فهل أنا أو أنت على استعداد لتلك القراءة؟! [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]. .. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] لكي ترى نص الموضوع بالكامل | |
|